منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله

منهجهم معلوم، المنهج والمنهاج والنهج بمعنىً واحد، نَهَجَ، يَنْهَجُ، نهجاً، ومنهجاً، ومنهاجاً أي سَلَكَ طريقاً واسعاً لا الْتواء فيه.</SPAN>
</SPAN>طريقة أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله منهج واسع وواضح لا التواء فيه ولا غموض هذا هو المنهج و"أهل السنة والجماعة" لستُ بحاجة إلى أن أُعَلِّقَ واشْرَحُ معنى أهل السنة والجماعة لأننا وبحمد الله في كل مناسبة نشرح هذه الجماعة "أهل السنة والجماعة" فنسأل الله أن يجعلنا منهم.</SPAN>
أهل السنة الذين نهجوا منهج رسول الله عليه الصلاة والسلام وطريقته ولم يخالفوا نهجه، لم يغيروا ولم يبدلوا لا في العقيدة ولا في الشريعة، والجماعة إذا أطلقت الجماعة ينصرفُ المفهومُ إلى الجماعة الأولى التي اجتمعت على الحق جماعة الصحابة عندما كانوا مجتمعين على الحق لم يحدثْ بينهم خلافٌ ولم يتفرقوا حتى في المكان، كانوا في أول الأمر مجتمعين في هذه الجزيرة- في الحجاز- فعاصمتهم المدينة النبوية تلك الجماعة وإن تفرقت بهم الأماكن فيما بعد لكنهم لم يختلفوا بل كانوا جماعة لم تحدث بينهم جماعات إلا أنهم جَمَاعَة اجتمعوا على الحق، لذلك عندما بدأ التفرق وبدأت الجماعات والاختلافات والفرق في عهدِ "عليٍّ" رضي الله عنه، سُئِلَ عليٌ: لماذا اختلفتْ الناس عليك ولم يختلفوا على من قبلك؟؟ وكان رده رضي الله عنه رداًّ مسكتا حيث قال للسائل:" إن مَنْ كَان قبلي يحكمون مثلي ومثلي بطانتهم، وأما أنا فاحكم مثلكم لذلك وقع الاختلاف" </SPAN>أي ليس السبب في الاختلاف علي"رضي الله عنه " ولكن أراد </SPAN>اللهُ عدلاً أن يحدث ذلك الاختلاف إذ تشيعت الشيعة، وخرجت الخوارج من هنا بدأ الاختلاف والتفرق، ولكن السلفَ لم يتهاونوا في أمر هذه الجماعات بل وقفوا أمامها وقاوموها ومن أشد المقاومة ما قام به عليٌّ "رضي الله عنه" في رؤوس الروافض حيث حرّقهم بالنار ولأول مرة، وقاتل الخوارج قتال تأديب ولم يتهاونوا في مَنْ يَمَسُ الدين والعقيدة والوحدة الإسلامية وكان أهم شيء عندهم المحافظة على الوحدة.</SPAN>
الوحدة نعمة عظيمة يجب المحافظة عليها كما كان السلف يحافظون عليها بحيث إنهم لو تولى عليهم بعض الأمراء غير المستقيمين كانوا يمسكون الطاعة ما لم يؤمروا بمعصية؛ محافظة على وحدة الصف وعلى الأمن والاستقرار، هذا منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله وهذه هي السُّنة وهذه هي الجماعة.</SPAN>
الذي ينبغي أن نقتنع به أن الواجبَ المحافظةُ على الجماعة الأم حتى لا تحدث جماعات؛ لأن حدوث الجماعات تسبب البلبلة والفتن كما هو الواقع.</SPAN>
</SPAN>
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى