MOHFCB
السنة: : الأولى ثانوي جذع مشترك علوم, البلد: : الجنس : عدد المساهمات : 679 تاريخ الميلاد : 22/02/1994 تاريخ التسجيل : 21/02/2010 العمر : 30
| موضوع: معنى الفلسفة....ونشأة الفلسفة الأربعاء أبريل 28, 2010 5:25 am | |
| معنى الفلسفة....ونشأة الفلسفة المعنى التداولي: عرفت الفلسفة عبر تاريخها تعريفات متعددة اختلفت في تحديد معناها، كان جلها قدح وتنقيص من قيمتها وأهميتها من قبيل أنها ضرب من الزندقة والكفر والإلحاد تعمل على ترسيخ فكرة نكران الله وعدم الاعتراف بالدين، وأنها كلام فارغ لا طائل منه سوى مضيعة الوقت... المعنى اللغوي: كلمة الفلسفة كلمة يونانية الأصل (Philosophia) وتتكون من مقطعين (فيلو Philos: محب / صوفيا Sophia أي حكمة، وبذلك كلمة (فيلوصوفيا) تعنى (محب الحكمة). وليس المقصود بالحكمة هنا سداد الرأي وكيفية التدبير، وإنما المعرفة والنظر في المسائل الكبرى للكون بقصد الوصول إلى عللها ومبادئها. الفلسفة إذن هي العلم الكلى الذي يبحث في أصول وغايات الكون والطبيعة والإنسان، وغاية هذا العلم النهائية كشف الحقيقة لذاتها. وبذلك كان فيثاغورس (572 _ 497ق.م) أول حكيم وصف نفسه من القدماء بأنه فيلسوف، وعرَّف الفلاسفة بأنهم الباحثون عن الحقيقة بتأمل الأشياء، فجعل حب الحكمة هو البحث عن الحقيقة، وجعل الحكمة هي المعرفة القائمة على التأمل. أهمية الفلسفة للفرد. - تعمل الفلسفة على إشباع رغبة الفرد للمعرفة والتأمل وحب الإستطلاع وذلك من خلال الإجابة على التساؤلات التي تدور في ذهنه مثل وجوده وهويته وقيمته. - تساعد الفلسفة الفرد على مواجهة المشكلات ومحاولة البحث عن حلولها ، وأيضا إكتساب الكثير من المهارات العقلية و توسع آفاق العقل. - تساعد دراسة الفلسفة على التخلص من الجمود العقلى وذلك عن طريق: * التعود بالتدريج على فحص آراء الآخرين. *إعادة بناء معتقداتنا وآراءنا من جديد. - تنمية وعى الإنسان من خلال دراسة المذاهب الفلسفية التي وضعها الفلاسفة لحل المشكلات التي تواجهنا في الحياة الإنسانية. - إقامة الإيمان الديني على أساس عقلي : تبرهن الفلسفة أن الحقائق التي أوحى بها الله عز وجل للأنبياء تتفق مع مبادئ العقل وتعبر عنه تعبيرا صحيحا، فالشرع يدعو إلى التدبر والتأمل في الموجودات لأنها تدل على الخالق، وهذا بيِّن في غير ما آية من كتاب الله مثل قوله: ] فاعتبروا يا أولي الأبصار[ سورة الحشر، الآية 2. - تنمية القدرة على فهم بعض القيم التي يتأسس عليها نمط التفكير الفلسفي، كالتسامح والسلم والعدالة الحق والتضامن وغيرها... ومن أشهر الفلاسفة نذكر على سبيل المثال: الفيلسوف اليوناني سقراط، والفيلسوف العربي ابن رشد، والفيلسوف الفرنسي ديكارت. نشأة الفلسفة. إن رصد ميلاد الفلسفة، يستدعي الإجابة عن جملة من الأسئلة من قبيل : أين ظهرت الفلسفة؟ ومتى ظهرت؟ وما الشروط التي ساهمت في ظهور هذا النمط من التفكير وفي انتشاره؟ دأب قطاع واسع من مؤرخي الفلسفة على اختزال تأريخ الفلسفة الممتد عبر الزمان والمكان باليونان فقط، واعتبروا المنحى المعرفي في الحضارة اليونانية هو البادرة الأولى للمعرفة الفلسفية. لكن ما هي المبررات التي تدفعنا إلى قبول اليونان والفكر اليوناني كموطن أول للفلسفة؟ لقد حصل هناك إجماع من قبل المؤرخين على أن الفلسفة نشأت في إطار العقلانية اليونانية، هذا الإجماع يتجنب الحديث عن أهمية الحضارات الشرقية القديمة، كالحضارة السومرية والبابلية والآشورية والمصرية... لكن ما مصير الفكر الذي بلورته هذه الحضارات القديمة؟ من الناحية التاريخية نستطيع القول بان التراث الفلسفي الوحيد والقديم الذي حفظه التاريخ بصورة كبيرة هو التراث اليوناني وبالأخص تراث أفلاطون وأرسطو، في حين أن تراث الحضارات الشرقية القديمة لم يبق منه إلا القليل، وما تبقى لا يكشف على أن النظريات التي تحملها أنها ترقى إلى درجة الفكر اليوناني وهي تتوفر على مجموعة ميادين فكرية ( علوم – حكم- دين- هندسة- حساب...). إذن لا يمكن الحديث تاريخيا عن وجود فلسفة سابقة للفلسفة اليونانية، فقط يمكننا أن نطرح افتراضات لا نستطيع فحصها وتحليلها خاصة وان هنالك الكثير من الصلات بين الفلسفة اليونانية ومعطيات الحضارة الشرقية القديمة. وما دمنا نسلم بأن ميلاد الفلسفة كان في ميلاد اليونان، فهذا لا يعني امتياز الفكر اليوناني عن باقي الحضارات من الناحية العقلانية، لكن القول بيونانية الفلسفة هو قول مشروط بجملة من الشروط التي ساهمت في ظهور هذا النمط من التفكير في هذه البلاد، أهي سياسية أم ثقافية أم اقتصادية أم هي جميعها؟ في البدء، كان أهم ما يميز التفكير اليوناني الذي سبق الفلسفة، أنه تفكير أسطوري، يعتمد على الملحمة الشعرية بالدرجة الأولى، إذ شكلت الأسطورة اليونانية القديمة مجموع اعتقادات وتصورات الإنسان لذاته، وللطبيعة وللكون، في شكل طقوسي يعتمد على حكي القصة الخيالية، ذات مضمون المعاناة والمغامرات والصراع بين الإنسان والقوى الإلهية وغيرها... فخطاب الميثوس (الأسطورة) إذن، يتميز بكونه خطاب شفوي بالدرجة الأولى يؤثر في المستمع بطريقة سحرية مصدره الخيال، خال من كل معقولية برهانية سواء من حيث الشكل أو من حيث المضمون. ونذكر من أهم مخلفات الأسطورة اليونانية " أصل الآلهة " ل"هِزْيُود" و "الإليادة والأُوديسَّا" للشاعر الملحمي " هُوميروس". إلا أن بلاد اليونان تفاعلت فيها مجموعة من الشروط أحدثت قطائع وتوترات داخلية في العالم الذهني للإغريق حسب تعبير "جون بيير فيرنان" إذ حدث هناك انتقال هام في التفكير من التقليد الشفوي إلى أنواع متعددة من الخطابات. ومن ضمن هذه الشروط ظهور الرياضيات، حيث تأثر الفكر الفلسفي بهذا التفكير إضافة إلى تأثره بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية. فمن أبرز التحولات التي عرفتها بلاد اليونان والتي كانت من بين العوامل المؤثرة في إحداث قطيعة بين فكر الميتوس (الأسطورة)، وفكر اللوغوس (العقل)، مثلا ظهور العملة بدل المقايضة والتطور الملاحي والتجاري، ففي القرن: 6 (ق م) ظهرت أولى بوادر الحكمة مع طاليس، وفي القرن 7 (ق م) ظهر حدث هام تجلى في إصلاحات "كليستين- clisten" الذي ارتكز على أسس هامة، فبعدما كان المجتمع اليوناني " قبليا " مقسما على أربع قبائل رئيسية كبرى، لكل قبيلة جدرها الدموي (أصلها) قسم كليستين هذا المجتمع إلى مدن ومناطق تقسيما إداريا مما ساهم في ظهور مصالح مشتركة بدل اهتمام كل قبيلة بمصالحها الداخلية، ولهذه المصالح أبعاد سياسية واجتماعية، وأسس هذا الإصلاح حسابات إدارية وظيفية، وعمل كليستين على تعليق القانون العام الذي يحكم المدينة ليصبح علنيا ووضع الآلهة في الساحات العمومية بدل الأديرة ، كل هذه الإصلاحات ساهمت في ابتكار المؤسسات السياسية التي سميت بالمدينة الدولة(Polis) ونظمت الحياة الاجتماعية وبالتالي انتقلت المدينة إلى ما هو تجريدي عوض ما هو محسوس. لقد أبرز "جون بيير فيرنان" في كتابه "بين الاسطورة والسياسة" أنه مع ظهور المدينة ولأول مرة في تاريخ البشرية صارت القضايا المشتركة بين الناس غير خاضعة للحسم، وأن القرارات المتعلقة بالمصلحة العامة لا يمكن أن تتخذ إلا بعد نقاش وسجال علني مدعما ببراهين وحجج، وصار من حق كل مواطن من مواطني الدولة / المدينة أن يعبر عن آرائه في قضايا الشأن العام، ويشارك بصوته في الساحة العمومية التي كانت بمثابة جمعية عمومية ذات مهام تشريعية تسمى بالأغورا Agora. التي شكلت مركزا إداريا ودينيا وتجاريا في الدولة المدينة. تتخذ فيها القرارات الأساسية في المجتمع الإغريقي القديم. إذن تعتبر نشأة الفلسفة حدثا تاريخيا يونانيا امتد من القرن السابع إلى القرن الرابع قبل الميلاد. وقد ارتبطت هذه النشأة بتفاعل مجموعة من الشروط الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية من ابرزها: - ظهور خطاب جديد مكتوب ومنظم يعتمد على الحجة والبرهان (اللوغوس) بدل الكلام الملفوظ الذي يعتمد على السرد الخيالي (الميتوس). - ظهور نظام سياسي ديمقراطي هو نظام الدولة المدينة. - ظهور العملة بدل المقايضة والتطور الملاحي والتجاري. بداية فعل التفلسف عند اليونان بعد إثبات تاريخية العقلانية اليونانية، لابد وأن نرصد المميزات التي اتصفت بها البدايات الأولى للقول الفلسفي عند اليونان، خاصة مع السابقين عن سقراط والذين يسمون بالحكماء الطبيعيين. وقد اشتهر "طاليس" بكونه أول حكيم يوناني فسر أصل الوجود بالماء، واعتبر الماء المبدأ النظري الأول الذي تشكلت منه الطبيعة، ويبرز هذا من خلال قولته المشهورة " العالم يأتي من المحيط ويعود إلى المحيط" أي أن الماء أصل كل الأشياء. أما هيراقليدس فقال بأن أصل العالم نار واعتبر آخرون بان أصله هواء أو تراب، وبالتالي فغن العالم يحتوي على عناصر أربعة ( ماء- نار- هواء- تراب)، وهي علل مادية، أما أنكساغوراس فهو من اكتشف العلة المحركة وهي العقل. إن طاليس تمكن من أن يبرهن بمجموعة من الحجج على أن أصل العالم ماء، لكن برهنته هاته لم تقنع أولئك الذين كانوا يستمعون إليه ويستفيدون من نظرياته وهم تلامذته، ومن بينهم أنكسمندرس الذي كتب جوابا مخالفا لأستاذه طاليس يبرز موقفا مخالفا وهو أن ( أصل العالم اللامحدود)، أما أنكسِمانس فقال بأن ( أصل العالم هواء)، وبهذا فبدايات الحكمة سترسخ أن الفكر حوار وبرهنة وحجج . لقد كان الفكر في مرحلته الأولى حكمة لأن الحكماء حاولوا النظر على الوجود نظرة كلية متكاملة وفسروا الوجود بعناصر من الوجود، تسمى بالأيونات أو الأسطقسات وهي ( الماء – النار- التراب- الهواء). ونعت هؤلاء الحكماء أيضا بالطبيعيين لأنهم كما أشرنا فسروا الطبيعة بعناصر من الطبيعة. غير أن تفسيرهم هذا، وبحثهم عن المبدأ الأول، أي المبدأ المؤسس للوجود، أو أصل الوجود، لم يكن مجرد سرد خيالي أو كلام خرافي، وإنما هو حدس فلسفي جعل الفكر الإنساني يخطو نحو مسلمات تفسر أصل هذا الوجود أو الكل أو الطبيعة. ومن أهم الحكماء السابقين عن سقراط نذكر: طاليس، أنكسِمندرس، أنكسِمانس، هيراقليدس، بارمنيدس، أنبادوقليدس، وأنكساغوراس. ويطلق عليهم " الحكماء السبعة الطبيعيين ". وفي القرن الرابع قبل الميلاد سيتم الانتقال من الحكمة على الفلسفة مع سقراط (468-399 ق م) الذي يرجع إليه الفضل في إرساء أسس التفكير الفلسفي القائم على الحوار التوليدي "المايوتيقا"، وسيليه تلميذه أفلاطون، ثم أرسطو وغيرهم... | |
|